القرفة وفوائدها


 القرفة: فوائد كثيرة وأضرار عديدة


   تَنْتَمِي "القرفة" إلى جنس الأعشاب البرية والزراعية؛ فهي تنمو في بعض المناطق البرية من تلقاء نفسها، ومنها الزراعية التي يقوم الإنسان بزراعتها، وتُصَنَّفُ ضمن  الأسرة العشبية التي تُسَمَّى "القرفيات"، وفوائد القرفة كثيرة، كما أن أضرار القرفة كثيرة أيضا، وأنواعها عديدة، ومَنْبِتُهَا الأَصْلِي هي: البلاد الأسيوية.

القرفة السيلانية

    وتُوصَف أوراقها على أنَّها تَتَّخِذُ شكل قلب، وأزهارها صغيرة القَدِّ صفراء اللَّون، وتحتوي أزهارها، وأوراقها، ولحاءها، وفروعها، وجذوعها، على مادة عطرية قَويَّة، لاذعة ومُرَّة الطُّعْمِ، وتُسْتخرج منها روائح طيبة وزيوت وأدهان وكْرِيمَات معروفة في الاستعمال الطبي والتجميلي، وهي تُفِيد الأعضاء البَاطِنيَّة كالمَعِدَة والكَبِد، ومُنبِّهة للأعصاب ومُنَشِّطَة لها، ونَذْكُر في هذا الموضوع، مَوطِنها، وأنواعها، وفوائدها، وأضرارها، واستعمالاتها، وجوهرها، والعناصر التي تحتوي عليها، وتاريخ استعمالها في التُّراث.

موطنها وأماكن تواجدها


   تُعتبَر منطقة "سيلان" وتُسَمَّى لدى العرب جزيرة "سرنديب"؛ وهي المعروفة بجنوب الهند، وتُعرف في زمننا الحاضر باسم "سيري لانكا". كما توجد "القرفة" بدولة "ماليزيا"، وتزرع أيضا بكل من "الهند" و"البرازيل" و"جامايكا" و"جزر السيشل" و"مدغشقر" و"جزر القمر".

   وتُوجَد "القرفة" أيضا في "الصين"؛ لكنّها أَقَلُّ جَودَة، وهي قرفة زراعية، يتم زرعها وحصدها من أجل التجارة فيها في "الصين" وخارجها.

ماهي أنواع القرفة؟


ويوجد نوعين من القرفة هما المشهورين:

  1. "القرفة السِّيلانيَّة" وتُسمى "دَار صِينِي"، وهي على شكل قشور تظهر كورق ملفوف، وكأعواد أسطوانية فارغة من الداخل، وطولها يكون قَدَّ أصبع الإنسان تقريبا، وهي أجود أنواع القرفة. 
  2. "القرفة الصِّينية" وتُسمى "دَار صُوص"، وهي ليست مُرَّة، وأزهارها صغيرة القَدِّ، وموطنها هو الصِّين.


ماهي العناصر التي تتكون منها القرفة؟


   عندما تَمَّ استخراج روح قِشْرة "القرفة"، وبعد تحليله تَمَّ التَّوصل إلى أنَّها تَحتوي في قِشْرَتِها على العناصر التَّالية:

  • الدلهيد سيناميك؛
  • أوجينول؛
  • الكربونات؛
  • كحول تريبيتيك؛
  • البينين؛
  • السينيول؛
  • الفيلاندرين؛
  • الفورفيرول؛
  • السيميين؛
  • اللينانول؛
  • السكريات؛
  • الموسيلاج؛
  • العفص؛
  • الاميدون؛
  • المينيت.


   أما عند تحليل الروح الذي تم استخراجه من الأوراق؛ فقد وُجِدَ أنها تحتوي فقط على ثلاثة عناصر أساسية، وهي:

  • بِنْزُوِات البِنْزُول
  • اللِّينَالُول
  • السَّافْرُول


ماهي فوائد القرفة واستعمالاتها؟


   تُسْتَعْمَل "القرفة" في العلاجات الطَّبيعية لمكافحة الأمراض والأعراض المرضية التَّالية:

  • مُهدئة للسعال، واستعمالها يَحْمِي ويَقِي من الزُّكام قبل استفحاله؛
  • نافعة لالتهابات الجهاز التنفسي وتنقية الصدر؛
  • مُرَطِّبة لبَحَّةِ الصَّوت ونافعة للحنجرة؛
  • تُقَوِّي المعدة وتنشطها؛
  • تُعالِج القبض والإمساك؛
  • مُنشطة ومُقوية للجنس.


"القَرْفَةُ" تُطَيِّبُ النُّكْهَة والأَطْعِمَة، وتُشَهِّي الطّعام، وَمِنْ خَوَاصِّهَا أنها إذا شُرِبَ مِنْهَا وَزْنُ غْرَامٍ وَاحِدٍ بِمَاءٍ بَارِدٍ عَلَى الرِّيقِ، نَفَعَ مِنْ نَزْفِ دَمِ البَوَاسِير.

   تُسْتَعمَل في الكثير من الوصفات المطبخية:

  • تُعتبَر من التوابل الأساسيَّة للكثير من مطابخ العَالَم؛
  • تُسْتخدَم لتزيين الحلويات وكمُنَكِّه لها، ونجد بعض الحلويات مكتوب عليها: "حلوى بنكهة القرفة".


   استعمالاتها الصناعية:

  • تدخل في صناعة العطور والبخور والروائح؛
  • تستعمل في صناعة معاجن الأسنان وغاسول الفم؛
  • تستعمل في صناعة العلكات وصناعة العصائر.


تاريخ استعمالها في التراث الطبي


   اسْتُعْمِلَت القرفة على مر التاريخ والأزمان؛ كمعطر وبخور، واستُخدِمَت في الوصفات الطبية للتَّدَاوِي منذ عصر الفراعنة؛ إذ   استعملوها ضمن مكونات التَّحْنِيط، واستعملها العرب كذلك لعلاج العديد من الأمراض وأدخلوها في وصفات التسمين، وإيقاف النزيف، ووصفات للقوة الجنسية،  وكل ذلك بخلطها مع مركبات عشبية أخرى.

   وقد مدحها "ابن شَقْرُون المَكْنَاسِي" في أُرْجُوزَتِه قائلا:

وَالقَرْفَةُ الحَمْرَاءُ ذَاتُ العِطْرِ    ***       تُشْفِي العَلِيلَ مِنْ عَظِيمِ الضُّرِّ
وَكَمْ لَهَا مِنْ خِصْلَةٍ فِي الْجَسَدِ   ***        لِرَعْشَةٍ وَفَالِجٍ وَكَبِدِ

ماهي أضرار القرفة؟


   رغم كل الفوائد التي ذكرنها للقرفة؛ إلا أنه من الضروري أن نُؤكد أن لها أضرار كثيرة؛ إذا اسْتُعْمِلَت بطريقة خاطئة، أو إذا اسْتُعمِلت بكميات كبيرة، أو إذا تَمَّ خلطها بمواد تتفاعل معها؛ فتتولد عنها نتائج سلبية تضر بصحة الإنسان. 

   من المُؤسف أن نقرأ في بعض المنتديات وصفات خطيرة للقرفة، ونجد أن البعض يزعم أنها تعالج أمراضا، وهي في الحقيقة تزيد من أعراض تلك الأمراض، ونعطي أمثلة لذلك:

  • نجد العديد من المواقع الإلكترونية تتحدث عن كون "القرفة" تكافح السرطان، وهذا القول خطير جدا؛ إذ إنها تشجع وتساعد على نمو الأورام، لذلك؛ فهي تُمنَع على المريض بالسَّرطان؛ لأنها تُحَفِّز الأورام، وتشجعها على النمو، وتُأَخِّر علاج المريض؛ 
  • يزعمون أن "القرفة" تزيل رائحة الفم الكريهة، وتنفع اللثة، في الحقيقة؛ فهي تهيج تقرحات الفم واللثة، وتشجع تكاثرها؛ 
  • نجد وصفات في المنتديات، والقنوات النسائية، تخلط "القرفة" و"العسل" في "مَسْكَاتٍ" للوجه، وهو ما يُلْحِقُ أضرارا خطيرة بالوجه، ويسبب حفرا في بشرته، وتكون عبارة عن تشوهات يصعب التخلص منها؛   
  •  تدخل في باب الأعشاب الساخنة، لذلك يُمْنَعُ على الحامل استعمالها، خشية أن تُسْقِطَ وتُجْهِضَ الجنين؛
  • تُسَبِّب الإسهال، وعلى المرضى الذين يعانون من الإسهال تجنبها.


نصيحة معشبتي


   لقد قَرَأتُم معنا في هذا الموضوع أن للقرفة فوائد ومنافع عديدة؛ إِلَّا أنه وَجَبَ أن تُؤخَذ بمقاييس مُحدَّدَة، ووَجَب أن نتوخى الحذر بخلطها مع أعشاب ومواد أخرى قد تُحْدِثُ تأثيرا سلبيا، وتَنْتُجُ عنها أضرار وخيمة؛ فهي لا تتجاوز في الوصفات العلاجية غرَامَيْن.




google-playkhamsatmostaqltradent