نَعَمْ لِطِبِّ الأَعْشَابِ لَا لِطِبِّ العَطَّارِين!


 من أجل طِبٍّ عِلْمِي للأعشاب


   لقد اعتاد الناس والمرضى استخدام الأعشاب عن طريق العَطَّارِين، والذين لا يملك غالبيَّتُهم الاستطاعة في توليف التركيبات الطبية الصحيحة، والوصفات الدقيقة للعلاج، مما يستدعي أن يتم تنظيم قطاع العشابة والعطارة أينما كان، وفي أي دولة كان، وذلك لكي يتعلموا طِبَّ الأعشاب الصحيح، ويَتَّبِعُوا القانون الخاص؛ الذي يُحدِّد كيفية استخدام الأعشاب الطِّبية بِدِقَّةٍ تامَّة.

طب الأعشاب
طب الأعشاب

اتِّجَاه وارْتِدَاد عَالَمِي نحو العِلَاج بالأعشاب


   في الحقيقة هناك اتجاه عالمي نحو العلاج الطبيعي بالأعشاب، والتَّداوي بالمُنتَجات الطبيعية، بعد أن أثبتت الدراسات العلمية فائدتها الكبيرة في علاج الإنسان، وإراحته من متاعبه الصحية، وذلك دون أي آثار جانبية أو سلبية على صحته.

   وتكمن نقطة قوة التَّداوي بالأعشاب في كون الحصول على الدواء منها، يكون مصدره الأصلي والأساسي هو العشبة الأم الأصلية والطبيعية مباشرة. كما أن خُلُوَّهَا من المواد الكيميائية الصناعية، جعلها تلقى استحسنا وإقبالا كبيرا من طرف العالم كله، وبناء على أهميتها هاته؛ فقد وَفَّرَ البحث العلمي طُرقا يسيرة للعلاج بها؛ فعدلها على شكل مركزات وزيوت وأدهان، وكبسولات ومركبات عشبية، وحبوب جافة، تحتوي على العناصر الأساسية الفعالة، والموجودة في النبتة لأساسية.

   وتُستعمَل الأعشاب الطبية حاليا لعلاج الكثير من العِلَل والأمراض، حتى المستعصية منها كالسرطان، وكل الأورام بنَوْعَيْهَا الحميدة وغير الحميدة، وتُستعمَل لعلاج الأمراض النفسية والعصبية، والكحة، والربو، وتُستعمَل في التخسيس وإنقاص الوزن، وتحقيق الرشاقة والجمال للمرأة، وأيضا لصبغ الشعر... وغيرها من الاستعمالات. واتسع التَّداوي بالأعشاب الطبيعية ليمتد لخدمة كافة المستويات والطبقات؛ سواء الراقية أوالدنيا، في العالم المتقدم والنامي على حد سواء، ويعتبر الكثيرون أنه أحسن وأفضل من التَّداوي بالعقاقير الكيمائية الصنع، والتي تنتج عنها أضرار جانبية بأعضاء الجسم.

من أجل طِبٍّ عِلْمِي للأعشاب

   من الضروري أن نُفَرِّق بين "طِبِّ الأعشاب"، وما نسميه ب "طب العطارين"؛ وسنعطي لكل واحد تعريفه؛ لكي نُمَيِّز بينهما، على الشكل التالي:

  •  طِبُّ الأعشاب: طِّبٌّ قائم الذات يدرس النباتات، ويَتَعَرَّفُ على عناصرها، ومكوناتها، وفوائدها، وأضرارها، وكيفية استخراج مستخلصاتها، وزيوتها، وإدخالها في مركبات عشبية قالبة للاستعمال؛ لعلاج الأمراض الإنسانية؛ فهو بالأساس يَنْبَنِي على العِلْمِ والبحث في مجال العلاج الطبيعي.


  • طِبُّ العَطَّارِين: هو الذي يعتمد على العشوائية في الوصفات العلاجية بدون علم بخصائص الأعشاب وأضرارها، والهدف منه هو الربح المادي فقط؛ فالعَطَّارون من هذا النوع لا تهمهم صِحَّة المريض؛ بقدر ما يهمهم تحصيل الأموال.


مِنَ العَطَّارِين مَنْ يَستَغِلُّ نِيَةَ الجَهَلَةِ الفِطْرِيَّةِ، وَحَتَّى أُمِّيَة المُثَقَّفِين النَبَاتِيَّة، وَفَائِضَ اليَائِيسِين مِنَ العِيَادَاتِ وَالمُسْتَشْفَيَاتِ؛ لِيَبِيعَ لَهُمْ بَعْضَ مُنْتَجَاتِهِ الغَامِضَةِ، وَبْعْضَ الوَصَفَاتِ التِّي يَصِفُونَهَا بِالعِلَاجِ السِّحْرِي.

   انطلاقا من الفرق بين التَّعريفيْن، يَتَبَيَّنُ أنَّه من الضروري أن يَنْبَنِيَ طِبُّ الأعشاب على ماهو عِلْمِي ينطلق من مختبرات النباتات، وذلك من أجل الرُّقِيِّ بهذا المجال، وإعطائه القيمة البحثية والعِلْمِيَّة اللائقة به.

نصيحة معشبتي

   إذا أردت العلاج بالأعشاب، والاستفادة من منافعها، وتعطي لك نتائج إيجابية؛ فإننا ننصحك دائما باستشارة الخبراء والباحثين في مجال العلاج الطبيعي، ولا تتبع أقوال العامة ووصفاتهم؛ لأن من الأعشاب ما يزيد المرض، ومنها ما يقتل؛ فلا تَتَسَرَّع، واسأل أهل العلم بِطبِّ الأعشاب قبل أن تقوم بتناول أي عشبة أو وصفة طبيعية.
  

google-playkhamsatmostaqltradent