ماذا يقول الخبراء حول نقل الأحذية لفيروس كورونا؟



   قد يكون الكثير من الناس مُتَيَقِّظِين جدا خوفا من الإصابة بفيروس كورونا، ويحرصون على غسل أيديهم، وتنظيف ملابسهم؛ لأنهم يعرفون أن الفيروس التاجي يمكن أن يعيش على الملابس لعدة ساعات، ولكنهم لا يُعِيرُون كثير الاهتمام لإمكانية كون حذائهم ناقلا كبيرا لفيروس كوفيد19؛ فقد أكدت العديد من الدراسات مؤخرا أن هذا الفيروس التاجي يمكن أن ينتشر بشكل كبير عن طريق الأحذية.


الحذاء كورونا


   لقد صدرت دراسة جديدة عن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الصين، يؤكد فيها أن الأحذية يمكن أن تكون ناقلا كبيرا لفيروس كورونا، وتساهم في نشره بكثرة. وقد اعتمدت هذه الدراسة على التقاط العديد من العينات في أسطح مختلفة داخل مستشفى "هْيُوشِين ْشَانْ" في "وُوهَانْ" المعقل الأول لظهور وانتشار الفيروس في الصين، ومن بين تلك العينات توجد عينات أُخِذَت من أحذية العاملين في قسم الإنعاش في هذا المستشفى، والنتيجة أن نصف عينات الأحذية كانت إيجابية، وهو ماجعل الباحثين يؤكدون أن الأحذية تعمل كناقل كبير للفيروس التاجي.

أنواع الأحذية ونقل الفيروس التاجي


   وأكد الخبراء أن العديد من الأحذية التي يلبسها الناس عبر العالم مصنوعة من مواد لها قابلية تكاثر الفيروسات المسببة للأمراض المعدية، ورغم أن الفيروسات بما فيها فيروس "كورونا" ليس لها ميول للالتصاق في الأحذية عموما أو أي نوع خاص من الأحذية، ولكن مادام الحذاء يلامس سطح الأرض؛ فإنه معرض بقوة لالتقاط الفيروس؛ مما قد يؤدي إلى انتشاره في أي جزء آخر من الحذاء.

   كما نشرت "الجريدة الإنجليزية الجديدة للطب" "The new England Journal Of Medicine" دراسة تُفِيدُ أن أحذية مصنوعة من بعض المواد المعينة قد تمثل خطرا حقيقيا في ما يخص نقل فيروس "كورونا"؛ خصوصا الأحذية التي تدخل مادة البلاستيك في تصنيعها؛ إذ هناك إمكانية أن يبقى الفيروس في حالة نشاط  -أي قادر على التَّسَبُّبِ في العدوى- على بعض الأشياء لمدة تناهز مابين 3 إلى 4 أيام؛ ومن بين هذه الأشياء الأحذية المصنوعة من مادة البلاستيك، عكس الأحذية التي تصنع من الألياف الطبيعية كالقطن مثلا، والتي تَقِلُّ مدة حضانتها للفيروس التاجي.

توصيات من أجل حذاء آمن في زمن كورونا

   يقدم الخبراء توصيات للأطباء والعاملين في مجال الرعاية الطبية أن يقوموا بتطهير أحذيتهم قبل مغادرة المستشفى، ولكن ماذا بالنسبة لأحذية الأشخاص العاديين والذين كانوا خارج المنزل للتَّبَضُّعِ، ويريدون العودة إلى منازلهم، ماهي الخطوات والإجراءات الضرورية التي يجب اتباعها حتى لا ينقلوا الفيروس عن طريق أحذيتهم إلى المنازل؟
   يوصي خبراء الأوبئة والفيروسات أن نترك حذائنا خارج المنزل في حديقة المنزل إذا توفرت أو قرب الباب، واستبداله بحذاء آخر قبل الدخول إلى المنزل؛ خصوصا إذا كان لدينا أطفال صغار، أو أشخاص كبار في السن، أو ذوي الأمراض المزمنة الذين تكون مناعتهم ناقصة أو ضعيفة. كما يفضل الخروج بالأحذية البلاستيكية؛ لأنها سهلة الغسل والتنظيف؛ فغسلها بالماء والصابون وبعض قطرات محلول الكلور سيؤدي إلى قتل الفيروس، وبعد غسل الحذاء أو تنظيفه، يجب الحرص على تنظيف اليدين جيدا.

الحذاء لا يجب أن يكون مصدرا للوسواس  

   ولكن لا يجب أن تكون الأحذية مصدر إزعاج ووسواس كبير؛ خصوصا إذا راعينا قواعد النظيفة السليمة؛ فمادامت الأحذية بعيدة عن وجهنا؛ فإمكانية الإصابة بالفيروس الملتصق في الحذاء تبقى ضعيفة؛ لأن جسيمات الفيروس تدخل إلى جسم الإنسان عن طريق الفم والأنف والعينين؛ لذلك يجب الحرص على عدم لمس أعضاء الوجه، وترك مسافة خمسة أقدام كمسافة تباعد شخصي؛ إضافة إلى ارتداء كمامة خصوصا في الأماكن العمومية.




google-playkhamsatmostaqltradent